فصل: الشاهد السادس والستون بعد الثمانمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.الخبر عن انتقاض أبي دبوس وتغلبه على مراكش ومهلك المرتضى وما كان في دولته من الأحداث.

لما ارتحل بنو مرين عن مراكش بعد مهلك أنعجوب فر من الحضرة قائد حروبه السيد أبو العلى الملقب بأبي دبوس ابن السيد أبي عبد الله محمد بن السيد أبي حفص بن عبد المؤمن لسعاية تمكنت فيه عند المرتضى وصحبه ابن عمه السيد أبو موسى عمران بن عبد الله بن الخليفة فلحقا بمسعود بن كلداسن كبير هسكورة فأجازه.
ثم لحق بيعقوب بن عبد الحق بفاس صريخا به على شأنه واشتراط له المقاسمة في العمالة والذخيرة فأمده بالمال يقال خمسة آلاف دينار عشرية وأوعز إلى ابن أبي علي الخلطي بمظاهرته وإعطائه الآلات ورجع إلى علي بن أبي علي الخلطي فأمده بقومه ثم سار إلى هسكورة ونزل على صاحبه مسعود بن كلداسن فأطاعه قبائل هسكورة وهزوجة.
وبعثوا إليه عزوز بن ببورك كبير صنهاجة في ناحية أزمور وكان منحرفا عن طاعة المرتضى إلى جملة يعقوب بن عبد الحق ووفد عليه جماعة من السادة الموحدين والجند والنصارى وارتاب المرتضى بمسعود بن كانون شيخ سفيان وباسمعيل بن قيطون شيخ بني جابر فتقبض عليهما واعتقلهما وصار الكثير من قومهما إلى أبي دبوس.
وقتل إسماعيل بن قيطون في معتقله فانتفض أخوه ثائرا ولحق بهم وحذر علوش بن كانون مثلها على أخيه فاتبعهم وزحف أبو العلى إلى مراكش ولما بلغ أغمات وجد بها الوزير أبا يزيد بكيت في عساكر لحمايتها فناجزه الحرب فانهزم ابن بكيت وقتل عامة أصحابه وسار أبو دبوس إلى مراكش وأغار علوش بن كانون على باب الشريعة والناس في صلاة الجمعة وركز رمحه بمصراعه ودخلت سنة خمس وستين وستمائة والمرتضى بمراكش غافل عن شأن أبي دبوس باب اغمات فتسور البلد من هنالك ودخلها على حين غفلة وقصد القصبة فدخلها من باب الطبول وفر المرتضى معه الوزير أبو زيد بن يعلو الكومي وأبو موسى بن عزوز الهنتاتي فلحقوا بهنتاتة وألفوهم قد بعثوا بطاعتهم فرحل إلى كدميوة ومر في طريقه بعلي بن زكدان الونكاسي كان نزع إليه عن قومه ولم يفد عليه بعد فنزل به المرتضى ورحل معه علي بمن معه إلى كدميوة وكان فيها وزيره أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الكريم فأراد النزول عليه فمنعه ابن سعد الله وسار إلى شفشاوة ووجد بها عددا من الظهر فمنحها علي بن زكدان وكتب إلى ابن وانودين بمعسكره حاحة وإلى ابن عطوش بمعسكره من ركراكة باللحاق به فأقلعا إلى الحضرة.
وخاطب أبو دبوس علي بن زكدان يرغبه في القدوم عليه فارتاب المرتضى لذلك ولحق بأزمور فتقبض عليه واليها ابن عطوش وكذا صهره واعتقله وطير بالخبر إلى ابن دبوس فأمر وزيره السيد أبا موسى أن يكاتبه في كشف أماكن الذخيرة فأجابه بإنكار أن يكون ذخر شيئا عندهم الحلف على ذلك وسألهم بالرحم فعطف أبو دبوس عليه وجنح إلى الإبقاء وبعث وزيره السيد أبا موسى ومسعود بن كانون في إزعاجه إليه ثم بدا له في استحيائه بإشارة بعض السادة فكتب خطه إلى السيد أبي موسى بقتله فقتله واستقل أبو دبوس بالأمر وتلقب الواثق بالله والمعتمد على الله واستوزر السيد أبا موسى وأخاه السيد أبا زيد وبذل العطاء ونظر في الولايات ورفع المكوس عن الرعية وحدث بينه وبين مسعود بن كداسن وحشة فارتحل إليه لإزالتها وقدم عبد العزيز بن عطوش سفيرا إليه في ذلك وبلغه أن يعقوب بن عبد الحق نزل تامسنا فأوفد عليه حميد بن مخلوف الهسكوري بهدية فقبلها وأكد بينهما العهد وانكفأ راجعا إلى وطنه ورجع حميد إلى الواثق ووافق وصول عبد العزيز بن عطوش بطاعة مسعود بن كلداسن فرجع أبو دبوس إلى مراكش بعد أن عقد لأبي موسى بن عزوز على بلاد حاحة وبلغه في طريقه عن عبد العزيز بن السعيد أنه حدث نفسه بالملك وأن ابن بكيت وابن كلداسن داخلوه في ذلك وساءل عن ذلك السيد أبا زيد بن السيد أبي عمران خليفته وأخبره بما سمع وأمره بالقبض عليه وقتله فأنفذ ذلك ثم ارتحل إلى السوس لتمهيده وحسم علل ابن بدر فيه وقدم يحيى بن وانودين لاستنفار قبائل السوس من كزولة ولمطة وكنفيسة وصناكة وغيرهم وسار يتقرى المنازل ويستنفر القبائل ومر بتارودنت فوجدها قفرا خلاء إلا قلائل من الدور بخارجها ونزل على حميدي صهر علي بن بدر وقريبه بحصن تيسخت على وادي السوس كان لصنهاجة فغلبهم عليه ابن بدر وملكه منازله أبو دبوس وحاصره أياما وهزم فيها جموعه وداخل حميدي علي بن زكداز في إفراج أبي دبوس على سبعين ألف دينار يؤديها إليه فأعجله الفتح عن ذلك ونجا بدمائه إلى بيته وطولب بالمال وبقي معتقلا عند ابن زكداز وامتنع ابن بدر بحصنه ثم أطاع ووصلت رسله بطاعته فانصرف الواثق إلى حضرته ودخلها سنة خمس وستين وستمائة وبلغه الخبر بانتقاض يعقوب بن عبد الحق وأنه زاحف إلى فبعث بهديته إلى تلمسان صحبة أبي الحسن بن قطرال وابن أبي عثمان رسول يغمراسن وخرج بهم من مراكش ابن أبي مديون السكاسني دليلا وسلك بهم على القفر إلى سجلماسة وبها يحيى بن يغمراسن فبعثهم مع بعض المعقل إلى أبيه فألفوه بجهة مليانة فأقام ابن قطرال بتلمسان ينتظره وكان يعقوب بن عبد الحق لما بلغه ذلك نهض إلى مراكش بجيوش بني مرين وعسكر المغرب ونزل بضواحي مراكش وأطاعه أهل النواحي ونهض إليه أبو دبوس في عساكر الموحدين فاستجره يعقوب إلى وادي اغفو ثم ناجزه الحرب فاختل مصافه وفر عسكره وانهزم يريد مراكش والقوم في اتباعه فأدرك وقتل وبادر يعقوب بن عبد الحق فدخل مراكش في المحرم فاتح سنة ثمان وستين وستمائة وفر بقية المشيخة من الموحدين إلى معاقلهم بعد أن كانوا بايعوا عبد الواحد بن أبي دبوس وسموه المعتصم مدة خمسة أيام وخرج في جملتهم وانقرض أمر بني عبد المؤمن والبقاء لله وحده.
وأما هسكورة:
وهم أكثر قبائل المصامدة وفيهم بطون كثيرة أوسعها بطن هسكورة وأما سواهم منبطون كنفيسة فأنفقتهم الدولة بما تولوا من مشايعتها وإبرام عقدتها فهلك رجالاتهم في إنفاقها سبل الأمم قبلهم في دولهم وأما هسكورة فكان لهم بين الموحدين مكان واعتزاز بكثرتهم وغلبهم إلا أنهم كانوا أهل بدو ولم يخالطوهم في ترفهم ولا انغمسوا في نعيمهم.
وكان جبلهم الذي أوطنوه من حاله دون القنة منها والذروة واعتصموا منه بالآفاق الفدد واليفاع الأشم والطود الشاهق قد لمس الأفلاك بيده ونظم النجوم مفرقه وتلفع بالحساب في مروطه وآوى الرياح العواصف الدجعة وألقى إلى خبر السماء باذنه وأظل على البحر الأخضر بشماريخه واستدبر القفر من بلاد السوس بظهره وأقام سائر جبال درن في حجره ولما انقرض أمر الموحدين وتغلب بنو مرين على المصامدة أجمع وساموهم خطة الخسف في وضع الضرائب والمغارم عليهم فاستكانوا لعزهم وأعطوهم يد الطواعية واعتصم هسكورة هؤلاء بمعقلهم واعتزوا فيه بمنعتهم فلم يغمسوا في خدمتهم يدا ولا أعطرهم مقادا ولا رفعوا بدعوتهم راية إنما هي منابذة لأمرهم وامتناع عليهم سائر الأيام فاذا زحفت الحشود وتمرست بهم العساكر دافعوهم بطاعة معروفة وأتاوة غير ملتزمة ورئيسهم مع ذلك يستخلص جبايتهم لنفسه ويدفعهم في المضايق لحمايته ورما تخطاهم إلى بعض قبائل الجبل ومن قاربه من أهل بسائط السوس يعسكر بذلك للرجل من قومه هسكورة وكنفيسة وبالحشد من العرب الموطنين بأرض السوس وسفيان وهم بطن الحارث ومن المعقل وهم بطن الثبانات وكان رئيسهم في ذكرنا بعد انقراض عبد المؤمن بن يوسف وحرروا لسان الأعجمين هو عبد الواحد وكان له في الاستبداد والصرامة ذكر وهلك سنة ثمانين وستمائة وكان منتحلا للعلم واعية له جماعة لكتبه ودواوينه حافظا لفروع الفقه يقال إن المدونة كانت من محفوظاته محبا في الفلسفة مطالعا لكتبها حريصا على نتائجها من علم الكيمياء والسيمياء والسحر والشعوذة مطلعا على الشرائع القديمة والكتب المنزلة بكتب التوراة ويجالس أحبار اليهود حتى لقداتهم في عقيدته ورمي بالرغبة عن دينه ثم ولي من بعده ابنه عبد الله وكان مقتفيا سنن أبيه في ذلك خصوصا في انتحال السحر والاستشراف إلى صنعة الكيمياء.
ولما فرغ السلطان أبو الحسن من شأن أخيه عمر وسكن فتنة المغرب ودوخ أقطاره وحل معتصمه بالعساكر وأوطأ ساحاته لكتائب رجاله دون من يمده من أعراب السوس من ورائه بما كان من تغلبه على بلادهم واقتضائه بطاعتهم وانزال عماله بالعساكر بينهم فلاذ منه عبد الله السكسيوي بطاعة معروفة رهن فيها ابنه واشترط للسلطان الهدية والضيافة فتقبل منه ومنحه جانب الرضى.
ولما كانت نكبة السلطان بالقيروان واضطراب المغرب فتنة وخلا جو البلاد المراكشية من المشايخ اجتمع رأي الملأ من المصامدة على النزول إلى مراكش وأحكموا عقد الاتفاق بينهم وأجمعوا تخريبها بما كانت دارا للمرة ولمقام الكتائب المجمرة وزعم عبد الله السكسيوي هذا بانفاذ ذلك فيها وضمن هو تخريب المساجد لتجافيهم عنها فكانت مذكورة على الأيام ثم انحل عزمهم وافترقت جماعتهم وكلمتهم بما كانت من استقامة الدولة بفاس واجتماع بني مرين على السلطان أبي عنان كما يذكر بعد فانحجر كل منهم بوجاره.
ولما فرغ أبو عنان من شأن أبيه واستولى على المغرب الأوسط وغلب عليه بنو عبد الواد ولحق أخوه أبو الفضل بن مطرح اغترابه في الأندلس بالطاعة يروم الإجازة إلى المغرب لطلب حقه فأركبه السفير إلى مراحل السوس فنزل به ولحق بعبد الله السكسيوي فآواه وظاهر على أمره فجرد أبو عنان العزائم إليهم وعقد لوزيره فارس ابن ميمون بن وادرار على حربهم.
واستخرج جيوش المرغب وأناخ بساحته سنة أربع وخمسين وستمائة واختط بسفح الجبل مدينة لحصاره سماها القاهرة وأخذت بمخنقة وزاحمت بمناكبها أركان معقله حتى لاذت للسلم واشترط أن ينبذ العهد إلى أبي الفضل المصري عنده يذهب حيث يشاء فتقبل منه وعقد له سلما على عادته وأفرج عنه.
وخرج على عبد الله السكسيوي لأيام السلطان أبي سالم ابنه محمد المعروف في لغتهم ايزم ومعناه الأسد فغلبه على أمره ولحق عبد الله بعامر بن محمد الهنتاتي كبير المصامدة لعهده وعامل السلطان عليهم فاستجاش به ووعده عامر النصرة وأمهله عاما ونصفه حتى وفد على السلطان واستوهب في ذلك ثم أجمع على نصره من عدوه فجمع له الناس وخاطب أهل ولايته أن يكون معه يدا وزحف عبد الله حتى نزل بالقاهرة وأخذ بمخنق أبيه وأشياعه.
ثم داخله بعض بطانته ودله على بعض العورات اقتحم منها الجبل وثاروا بابنه ايزم فصاح به عبد الله وقومه وفر محمد أمامهم فأدرك بتلاسف من نواحي الجبل وقتل واسترجع عبد الله ملكه واستقلت قدمه إلى أن مكر به ابن عمه يحيى بن سليمان حين بلغ استبداد الوزير عمر ابن عبد الله على سلطان المغرب واستبداد عامر بن محمد بولاية مراكش وثأر منه يحيى هذا بأبيه سليمان وهو عم عبد الله كان قتله أيام إمارته الأولى وأقام مملكا على سكسيوة إلى سني خمس وسبعين وستمائة فثار عليه أبو بكر بن عمر بن خرو فقتله بأخيه عبد الله واستقل بأمر سكسيوة ومن إليهم ثم خرج عليهم لأعوام من استقلاله ابن عم له من أهل بيته لم ينقل لي من تعريفه إلا أن إسمه عبد الرحمن لأن ثورته كانت بعد رحلتي الثانية من المغرب سنة ست وسبعين وستمائة فأخبرني الثقة بأمره وأنه ظفر بأبي بكر بن عمر وقتله واستبد بأمر الجبل إلى هذا العهد فيما زعم وهو سنة تسع وسبعين وستمائة ثم بلغني سنة ثمان وثمانين وستمائة أن عبد الرحمن هذا ويعرف بأبي زيد بن مخلوف بن عمر آجليد قتله يحيى بن عبد الله بن عمر واستبد بأمر هذا الجبل وهو الآن مالكه وهو أخو ايزم بن عبد الله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
وأما بقية قبائل المصامدة من سوى هؤلاء السبع مثل هيلانة وحاحة ودكالة وغيرهم ممن أوطن هضاب الجبل أو ساحته فهم أمم لا تنحصر ودكالة منهم في ساحة الجبل من جانب الجوف مما يلي مراكش إلى البحر من جانب الغرب وهناك رباط آسفي المعروف ببني ماكر من بطونهم وبين الناس اختلاف في انتسابهم في المصامدة أو صنهاجة ومجاورهم من جانب المغرب في بسيط ينعطف ما بين ساحل البحر وجبل درن في بسيط هناك يقضي إلى السوس يعمره من حاحة هؤلاء خلق أكثرهم في خمر الشعراء من الشجر المعروف بأرجان يتحصنون بملتقها وأدواحها ويعتصرون الزيت لادامهم من ثمارها وهو زيت شريف طيب اللون والرائحة والطعن يبعث منه العمال إلى دار الملك في هداياهم فيطرفون به.
وبآخر مواطنهم مما يلي أرض السوس وفي القبلة عن جبل درن بلدة دنست وبها معظم هذه الشعراء ينزلها رؤساؤهم ورياستهم في بطن منهم يعرفون بمغراوة وكان شيخهم لعهد السلطان أبي عنان إبراهيم بن حسين بن حماد بن حسين وبعده ابنه محمد بن إبراهيم بن حسين وبعده ابن عمهم خالد بن عيسى بن حماد واستمرت رياسته عليهم إلى أعوام ست وسبعين وسبعمائة أيام استيلاء السلطان عبد الرحمن بن بطوسن على مراكش فقتله شيخ بن مرين على بن عمر الورتاجي من بني ويغلان منهم وما أدري لمن صارت رياستهم من بعده وهم دكالة جميعا أهل مغرم واسع وجباية موفورة فيما علمناه والله الخلق والأمر وهو خير الوارثين.
كان الواثق جهز لحرب أحد أمراء المصامدة فكان وزيره داخله في ذلك وسائل من ذلك السيد أبا زيد ابن السيد أبي عمران خليفته وأخبره بما سمع وأمره بالقبض عليه وقتله فأنفذ ذلك ثم ارتحل إلى السوس لتمهيده وحسم هلال بن بدر فيه وقدم يحيى بن وانودين لاستنفار قبائل السوس من كزولة ولمطة وكنفيسة وصناكة وغيرهم وسار يتعدى المنازل ويستنفر القبائل وهو بتارودنت فوجدها قفرا خلاء إلا قليلا من الدور بخارجها ونزل على حميدين صهر علي بن بدر وقريبه بحصن تيسخت على وادي السوس كان لصنهاجة فغلبهم عليه ابن بدر وملكه فنازله أبو دبوس وحاصره أياما وهزم فيها جموعه.
وداخل محمد بن علي بن زكدان في إفراج أبي دبوس على سبعين ألف دينار يؤديها إليه فأعجله الفتح من ذلك ونجا بدمائه إلى بيته وطولب بالمال وبقي معتقلا عند ابن زكدان وامتنع على ابن بدر بحصنه ثم أطاع ووصلت رسله بطاعته فانصرف الواثق إلى حضرته ودخلها سنة خمس وستين وستمائة وبلغه الخبر بانتقاض يعقوب بن عبد الحق وأنهى إليه فبعث بمرتبه إلى تلمسان صحبة أبي الحسن بن قطرال وابن أبي عثمان رسول يغمراسن وخرج إليهم من مراكش ابن أبي مديون الونكاسي دليلا وسلك بهم على الثغر إلى سجلماسة وبها يحيى بن يغمراسن فبعثهم مع بعض المعقل إلى أبيه وألفوه بجهة مليانة فأقام ابن قطرال بتلمسان ينتظره وكان يعقوب بن عبد لحق لما بلغه ذلك نهض إلى مراكش بجيوش بني مرين ونزل بضواحي مراكش وأطاعه أهل النواحي ونهض إليه أبو دبوس بعساكر الموحدين فاستجره يعقوب إلى وادي أعفر ثم ناجزه الحرب فاختل مصافه وفر عسكره وانهزم يريد مراكش والقوم في اتباعه فأدرك وقتل وبادر يعقوب بن عبد الحق فدخل مراكش في المحرم فاتح سنة ثمان وستين وستمائة وفر بقية المشيخة من الموحدين إلى معاقلهم بعد أن كانوا بايعوا عبد الحق أحد بني أبي دبوس وسموه المعتصم مدة من خمسة أيام وخرج في جملتهم وانقرض أمر بني عبد المؤمن والبقاء لله وحده.